الهرمل هبة العاصي
كما هي مصر هبة النيل، كذلك الهرمل هبة العاصي، أحد أطول الأنهار في المنطقة وأكثرها غزارة.ينبع نهر العاصي من نبع عين الزرقاء جنوب الهرمل ويصب في خليج الاسكندرون قرب تركيا. يبلغ طوله حوالي 571 كلم ويمر في واد ضيق نسبياً، وتوجد عليه مساقط مائية عدة تشكل لوحات طبيعية رائعة. تبلغ قوة تدفقه حوالي 420 مليون متر مكعب. يبعد النبع حوالي 50 كلم عن البحر المتوسط، وتفصله عنه سلسلة جبال لبنان الغربية. يبلغ ارتفاعه عن سطح البحر حوالي 660 متراً، ويتراوح تدفقه بين 12 و15 متراً مكعباً في الثانية.
وفي الأراضي السورية يمر العاصي في مدينة حمص ثم حماه حيث أقيمت عليه نواعير عملاقة هي الأكبر من نوعها في العالم. ويتجه إلى الشمال ليصل الى مدينة أنطاكية في لواء اسكندرونة ، ثم يصب في البحر المتوسط. ويأتي نهر العاصي من حيث الأهمية في سورية بعد نهر الفرات ويجري فيها لمسافة 325.5 كلم.
ترفد العاصي مجموعة من الأنهار القصيرة، بعضها روافد فصلية تجري شتاء وتنضب صيفاً، أهمها من الشرق أنهار: أبو همامة، الكافات، قسطون، وادي الدوار، وادي رسم الأربعين، وادي حامس، ومصرف «ب» من سد محردة. أما الروافد الغربية فهي دائمة الجريان، وأهمها أنهار: الساروت، أبو بعرة، سلحب والبارد. كما ترفده بعض الينابيع من الجهة الغربية، أهمها: عين حلاقيم، البيضاء، وادي العيون، الورافة، حيالين، دير ماما، اللقبة، ديرشميل، أبوقبيس، البارد، عين كروم، شطحة، جورين، قسطون، قلبدين، العمقية، باب الطاقة، وشيزر
قديماً، كان وادي العاصي يشكل ممراً بين آسيا الصغرى ومصر. وقد حمل نهر العاصي خلال تاريخه الطويل اسماء عدة، منها «السيوس»، و«الارنط» أو «أورونت». وتقول الأسطورة إن جباراً هندياً كان يدعى
أورونتس تصدى لديونيس أثناء حملته على الهند فردّه ثم تعقّبه، فجمع ديونيس قوته وهاجم أورونتس فتغلب عليه ورماه في هذا النهر الذي سمي منذئذ نهر أورونتس قبل أن يحوّر الاسم الى أورونت.
ويطلق أهل مدينة حمص على النهر اسم «اليماس»، وهذه اللفظة أصلها الآرامي «مايوماس»، وتعني اله الماء. وقد سمّاه العرب بالعاصي لأنه يجري من الجنوب إلى الشمال، بعكس بقية أنهر المنطقة. كما سُمّي بـ «النهر المقلوب» للسبب نفسه.
وقد قال الشاعر عبد الغني النابلسي عنه:
عَصِيَ فلم يسقِ أرضاً من حدائقهم إلا بحيلة وسواس النواعير